أعراض السكري في بدايته – دليل للكشف المبكر

مرض السكري هو حالة صحية شائعة تؤثر على طريقة استخدام الجسم للجلوكوز (السكر) في الدم. هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: السكري من النوع 1 والسكري من النوع 2. في النوع 2، يحدث السكري بسبب مقاومة الجسم للأنسولين أو انخفاض إنتاج الأنسولين. وعلى الرغم من أن السكري قد يتطور ببطء، إلا أن الأعراض في بدايته قد تكون غير واضحة، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات الصحية على المدى الطويل.

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري هو اضطراب في مستوى السكر في الدم. الأنسولين، الذي يتم إفرازه من البنكرياس، هو الهرمون المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة. عند الإصابة بالسكري، قد لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

السكري من النوع 1: يحدث عندما لا ينتج البنكرياس الأنسولين على الإطلاق.
السكري من النوع 2: يحدث عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال أو لا ينتج الكمية الكافية منه.

أعراض السكري في بدايته

في البداية، قد لا تظهر أعراض السكري بشكل واضح، أو قد يتم تجاهلها باعتبارها مشاكل صحية غير مهمة. لكن مع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور بشكل تدريجي. إليك بعض الأعراض التي قد تشير إلى بداية الإصابة بالسكري:

  1. العطش الزائد (التعرض للجفاف)
    • من الأعراض الشائعة في بداية مرض السكري هو العطش المستمر. عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا، فإن الجسم يحاول التخلص من السكر الزائد عن طريق البول. هذه العملية تؤدي إلى فقدان الكثير من السوائل، مما يسبب الشعور بالعطش المستمر.
  2. التبول المتكرر
    • زيادة التبول، خصوصًا أثناء الليل، تعد أيضًا من الأعراض المبكرة لمرض السكري. عندما يحتوي الدم على مستويات عالية من السكر، تقوم الكليتان بترشيح السكر الزائد، مما يؤدي إلى زيادة كمية البول.
  3. التعب والإرهاق الشديد
    • بسبب مقاومة الأنسولين أو نقص إنتاجه، لا يمكن للجسم الحصول على الطاقة اللازمة من السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر. حتى مع تناول الطعام بشكل طبيعي، قد يشعر الشخص بالإرهاق بسرعة.
  4. فقدان الوزن غير المبرر
    • على الرغم من تناول الطعام بشكل طبيعي أو حتى زيادة تناول الطعام، قد يحدث فقدان الوزن بشكل غير مفسر. يحدث هذا بسبب أن الجسم لا يستطيع استخدام السكر بشكل فعال للحصول على الطاقة، فيبدأ في حرق الدهون والعضلات للحصول على الوقود.
  5. الرؤية المشوشة
    • ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في السوائل داخل العين، مما يؤثر على القدرة على التركيز ورؤية الأشياء بوضوح. قد يعاني الشخص المصاب بالسكري من الرؤية الضبابية أو التشويش.
  6. الجروح التي لا تلتئم بسهولة
    • السكري يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على الشفاء. الجروح أو الكدمات قد تأخذ وقتًا أطول للتئام مقارنة بالأشخاص الأصحاء. ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يضعف قدرة الجسم على محاربة العدوى والشفاء.
  7. زيادة الجوع
    • بالرغم من العطش الشديد وفقدان الوزن، قد يعاني المصاب بالسكري من شعور مستمر بالجوع، وذلك لأن الجسم لا يستطيع استخدام الجلوكوز بشكل صحيح كوقود.
  8. تشقق الجلد وجفافه
    • بسبب الجفاف الناتج عن التبول الزائد وفقدان السوائل، قد يعاني مرضى السكري من تشققات في الجلد خاصة حول الكاحلين واليدين، وقد يعانون أيضًا من الحكة.
  9. العدوى المتكررة
    • الأشخاص المصابون بالسكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، خصوصًا في المسالك البولية أو الجلد. هذا يرجع جزئيًا إلى ضعف جهاز المناعة بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  10. تنميل أو وخز في الأطراف
    • في بعض الحالات، قد يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، مما يسبب الشعور بالتنميل أو الوخز في الأطراف، وهو ما يُسمى بـ “الاعتلال العصبي السكري”.

أسباب وعوامل خطر السكري

إلى جانب الأعراض المذكورة، هناك عوامل معينة قد تزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع 2. تشمل هذه العوامل:

  • العمر: الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 45 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري.
  • التاريخ العائلي: إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصابًا بالسكري، يزيد خطر الإصابة.
  • السمنة: زيادة الوزن أو السمنة هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكري من النوع 2.
  • نمط الحياة غير النشط: قلة النشاط البدني تزيد من خطر الإصابة.
  • ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مستويات عالية من الكوليسترول هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري.

كيفية الوقاية من السكري

من خلال اتباع بعض النصائح الصحية، يمكن الوقاية أو تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، وتشمل:

  1. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، والحد من تناول السكريات والدهون المشبعة.
  2. ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
  3. الحفاظ على وزن صحي: تقليل الوزن الزائد يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري.
  4. مراقبة مستويات السكر في الدم: إذا كنت في خطر الإصابة بالسكري، يجب مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام.

الخلاصة

السكري هو مرض صامت يمكن أن يتطور ببطء دون أن يلاحظ الشخص أعراضه في البداية. لكن مع الكشف المبكر والوعي بأعراضه، يمكن الوقاية منه أو التحكم فيه بشكل فعال. إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة، يُنصح بزيارة الطبيب لإجراء فحوصات السكر في الدم. الكشف المبكر عن السكري يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات الصحية الخطيرة وتحسين نوعية الحياة.

Previous Article

السمنة: المرض الصامت في العصر الحديث

Next Article

الكرياتين: زيادة الطاقة وحجم العضلات - مقالة علمية

Write a Comment

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا

اشترك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني للحصول على أحدث المنشورات التي يتم تسليمها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
إلهام خالص، خالٍ من البريد العشوائي ✨